واصل المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) نقاشه مع العلامة ابن نما الحلي وأدلته التي اعتمدها في صلاح ابن الحنفية والمختار الثقفي، حيث ألقى سماحته اليوم الخميس 27 ربيع الثاني 1435هـ، 27 – 2- 2014، محاضرته الخامسة ضمن سلسلة محاضرات تحت عنوان (تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي) في برانيه بكربلاء المقدسة، وقد شهد البراني الشريف توافد جموع غفيرة من المؤمنين من مختلف المحافظات للاستماع لهذه المحاضرات.
واستذكر سماحة السيد الصرخي (دام ظله) ما انتهى إليه في محاضرته السابقة حول تغرير ابن الحنفية لعالم الاحواز وكذلك خادمه كنكر، مشيرا إلى أن ابن الحنفية له الدور الرئيس في تشويه صورة الإمام السجاد (عليه السلام)، مؤكدا على عدم احتمالية وجود التقية في عدم ذكر ابن الحنفية للإمام السجاد (عليه السلام) بقوله "لا نقبل دعوى ضالة تبرر بالتقية لا تذكر إمامة السجاد (عليه السلام)".
وناقش سماحته بعض الروايات التي ذكرها العلامة الحلي في صلاح ابن الحنفية ومنها الرواية التي تشير إلى خوض ابن الحنفية معركة صفين مع أبيه الامام علي (عليه السلام)، وقد أثبت السيد الصرخي الحسني أن هذه الرواية تشير الى أن ابن الحنفية كان في موضع التشكيك والجزع والاعتراض.
واعترض سماحة السيد الحسني على قول ابن نما الحلي الذي أشار فيه إلى أن المختار حاز مرتبة لم يصل إليها عربي ولا أعجمي ولا حتى هاشمي، مؤكداً أن قول ابن نما باطل جزماً لأن الكثير من صحابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة (عليهم السلام) وكذلك أبي الفضل العباس ومسلم بن عقيل (عليهما السلام) وشهداء الطف وغيرهم هم أفضل من المختار.
ثم عرّج سماحته على مناقشة العلامة الحلي بما أورده بخصوص روايات نسب وولادة المختار الثقفي التي اعتمدت على الرؤى والاحلام وهي بعيدة عن الأدلة الشرعية واصفا تلك الروايات بـ "كلام العجائز".
كما فصّل سماحة السيد الحسني القول بخصوص معركة الجسر التي اعتبرها الحلي منقبة لاشتراك المختار فيها ودليل على شجاعته، إلا أن السيد الحسني (دام ظله) أثبت ومن خلال استقرائه لمصادر التاريخ عدم وجود أية رواية تقول إن المختار قد شارك في المعركة، فضلا عن تفلته ومنع عمه له، متسائلاً عن عدم اشتراك المختار في المعارك التي سبقت معركة الجسر والتي شارك فيها أبوه (أبو عبيد الثقفي) كقائد، وكذلك المعارك اللاحقة.
ونفى سماحته الرواية التي ذكرها الحلي بأن أمير المؤمنين (عليه السلام) أجلس المختار على فخذيه مخاطبا إياه (يا كيّس)، مبطلا الرواية سندا ومتناً، وقال: "من سخف القول ما جاء به ابن نما الحلي في أحقية المختار" وانتقد سماحته بعض المراجع وكتاب التاريخ لاعتمادهم على ما استدل به الحلي بقوله: "عيب على مرجع يعتمد على أدلة ابن نما الحلي".
يُذكر أن سماحة المرجع الاعلى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) مستمر في محاضراته التاريخية كل يوم خميس وجمعة كاشفاً الكثير من الحقائق والمفاجئات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق