الثلاثاء، 25 فبراير 2014

الحيادية والأمانة في التعاطي مع الأحداث التاريخية لدى السيد الصرخي الحسني



الكاتب : احمد الملا

المطلع على التاريخ الإسلامي منذ اللحظات الأولى للإسلام يرى وبوضوح تام كثرة الأحداث والمنعطفات التي عصفت به, وهذه الأحداث كانت على مستويين, الأول داخلي بمعنى وقوع أحداث في داخل المجتمع أوالدولة الإسلامية نفسها وفي ما بينها, ومستوى ثاني وهو خارجي بمعنى وقوع أحداث بين الدولة الإسلامية وبين دول وديانات أخرى.
وهذه الأحداث تم تدوينها وتثبيتها في كتب ومؤلفات لكي تكون كاشفة في المستقبل لكل ما مرت به الدولة الإسلامية, ونلاحظ إن الأحداث ذات المستوى الثاني " الخارجية " تم تدوينها بشكل متفق عليه عند جميع المسلمين, لأن الهدف من نقلها يمثل مصلحة عامة تخص جميع المسلمين.
أما الأحداث ذات المستوى الأول " الداخلية " فهي التي يكمن فيها الخلاف بين المسلمين أنفسهم, والسبب في ذلك هو السعي لجعل مذهب أو طائفة أرجح وأفضل وأكثر أحقية من الطائفة الأخرى, ويستخدم البعض في ذلك عدة أساليب وطرق ملتوية بعيدة كل البعد عن المنهج العلمي الأخلاقي الشرعي من أجل أن يؤسس للسطوة والتسلط وغير مهتمين في مرضات الله سبحانه وتعالى, لذا نلاحظ وجود الكثير من الدس والتزوير والتحريف موجود في ما وصلنا التاريخ الإسلامي.
وبسبب ذلك التحريف والتزوير والدس أصبحت الأمة الإسلامية ممزقة إلى طوائف وفرق متناحرة حتى وصل الأمر أن تقوم طائفة بتكفير طائفة أخرى معتمدة في ذلك المنهج التكفيري على ما وصلها من روايات وأحداث قد تم دسها وزرعها في طيات التاريخ التي كان الهدف منها وكما أشرنا هو الوصول إلى الحكم والسلطة والسطوة, حتى أن من يقوم بكتابة التاريخ بشكل حيادي وبأمانة تثار عليه الشبهات ويطعن فيه بسبب التعصب الطائفي الأعمى والابتعاد عن المنهج الرسالي الحقيقي القائم على أساس العدل والإنصاف.
وفي وقتنا الحاضر نلاحظ إن العلماء ورجال الدين قد ساروا على ذلك الطريق " التعصب الطائفي " إلا ما رحم ربي, فنلاحظ إنهم يقدسون أشخاص ليسوا محلا حتى للذكر, ويغضون الطرف عن أشخاص يستحقون الاحترام والتقدير والتمجيد والذكر, والدافع في ذلك هو إن هذا الشخص يختلف على غير مذهبهم أو غير عقيدتهم, أو بسبب رغبة وأمر وتوجيه السلطة الحاكمة التي تعمل على تغيب الشخصيات والأحداث الحقيقية, وإبراز وقائع وأحداث وشخصيات ليس لها أي شأنية وإنما المصلحة الشخصية هي الدافع في ذلك.
لكن ومن باب الحرص والأمانة العليمة ولكي نكون منصفين ولا نعمم الأمر على الجميع, نستثني من ذلك الأمر وفي وقتنا الحاضر سماحة السيد الصرخي الحسني الذي تناول الأحداث التاريخية وبشكل ملفت للانتباه وبصورة خالفت الجميع ممن يحققون في التاريخ, حيث نرى أن السيد الصرخي الحسني قد أجاد في ذلك المجال وبكل حيادية وأمانة علمية, ولم تأخذه في ذلك لومة لائم, فلا هوى ولا رغبة دنيوية ولا مصلحة شخصية ولا انقياد لسلطة حاكمة ولا تعصب طائفي, وإنما هي الأمانة العلمية والحيادية في البحث والتحليل التاريخي, وسيرا على النهج الرسالي الإلهي الحقيقي والذي من ثماره تصحيح المعتقد والعقيدة, ونبذ الفرقة والطائفية, وتوحيد الصف المسلم .
فقد أعطى سماحة السيد الصرخي الحسني منهجا جديدا في مسألة التعاطي مع التاريخ الإسلامي, من حيث النقل والمناقشة وكشف الحقائق التاريخية التي كانت مخفية وغير معروفة للجميع وبشكل يحقق الحصانة الفكرية, وقد جسد في ذلك كل معاني العدل والإنصاف,وما سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي في التاريخ والعقائد التي يلقيها السيد الصرخي الحسني في كل يوم خميس إلا خير شاهد على أمانته وحياديته في التعاطي مع المعلومة التاريخية.
والتي كشف من خلالها حقائق تاريخية كانت قد غابت وأخفيت عن الجميع بسبب مصالح شخصية ومنافع ومكاسب دنيوية ورضوخ وانقياد للمؤسسات الحاكمة, فقد عرض سماحته الآراء والمعلومات التاريخية ( خصوصا التي تتناول شخصية المختار الثقفي ) بكل شفافية وموضوعية وترك المتلقي هو صاحب القرار في الحكم على تلك المعلومات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق