رعد السيد
ان التاريخ البشري والاسلامي مليء بالمفاجئات والتناقضات التي لابد ان نقف متفحصين ومتمعنين ويجب ان تكون لنا الإحاطة بتاريخنا الاسلامي وما فيه من دس وتحريف وتزوير وهذا بالتأكيد يقع على عاتق العلماء الاعلام الذي مهمتهم هو الحفاظ على الدين وبيضة الاسلام ، وها هو اليوم السيد الصرخي يفجر لنا نهضته التصحيحية التاريخية والعقائدية لنقوم بها ارثنا وحاضرنا على اساس اسلامي متين .
ولذا شرع السيد الصرخي بسلسلة محاضرات في التاريخ والعقائد وابتدأ بالمختار الثقفي لما له من الاهمية والخطورة في الفكر والفهم الشيعي والاسلامي والسياسي على حد سواء .
ولكن من المفاجئات التي وجدناها وقوع الشيخ المجلسي في اشكالية الموقف حول المختار الثقفي حيث يقول كما بينه السيد الصرخي في محاضرته الثانية :- (كان هذا الخبر وجد جمع بين الاخبار المختلفة الواردة في هذا الباب بأنه وان لم يكن كاملا في الايمان واليقين ولا مأذونا فيما فعله صريحا من ائمة الدين لكن لما جرى على يديه الخيرات الكثيرة وشفي بها صدور قوم مؤمنين كانت عاقبة امره آيلة الى النجاة فدخل بذلك تحت قوله سبحانه وتعالى [وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم] ، وانا في شأنه من المتوقفين وان كان الاشهر بين اصحابنا انه من المشكورين)
ويناقش السيد الصرخي هذا الكلام بقوله :-
((كيف يوفق صاحب بحار الأنوار بين الكلام الأول بين جمع الروايات وبين لم يكن مؤذوناً , لكن مع هذا يقول جرى على يديه الخيرات الكثيرة وشفي بها صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ كانت عاقبة أمره آيلة إلى النجاة فدخل بذلك تحت قوله سبحانه وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ. وأنا في شأنه من المتوقفين....؟!...ويضيف سماحته دام ظله هذا بعد ان تعطي رايك وتقول سلك الى النجاة فكيف تقول انا في شأنه من المتوقفين ...انا توقفت عند هذا كيف يعتبره من الناجين وختم على خير واعترف بذنبه وتاب الله عليه وكيف يتوقف في شأنه ؟! الا اذا توجيهاً لكلام صاحب الانوار انه العاقبة في الاخرة وحصلت له شفاعة وقبلت له التوبة ويتوقف بشأنه بمواقفه وتقيمه في هذه الدنيا !))
كما في الرابط ادناه
http://www.youtube.com/watch?v=epsDH6F5xOo
ومن المفاجئات التي ربما هي ليست بجديدة ولا بغريبة على اذهان النخب المثقفة هي مسألة نبوخذ نصر ، ورب سائل يسأل ما دخل مسألة نبوخذ نصر بمسالة المختار ؟؟ والجواب كالاتي :-
قال تعالى في سورة الاسراء (فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا )
حيث قال الشيخ المجلسي في الجزء الرابع عشر من كتابه الأثير (بحار الأنوار) في باب 25: قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر:
قال الطبرسي رحمه الله: اختلف المفسرون في الكرتين (المشار إليهما في الآيات 4ـ7 من سورة الإسراء)، قالوا: لما عتا بنو إسرائيل في المرة الأولى سلط الله عليهم ملك فارس، وقيل: بخت نصر، وقيل: ملكاً من ملوك بابل، فخرج إليهم وحاصرهم وفتح بيت المقدس وخرب المسجد، وأحرقت التوراة، وألقى الجيف في المسجد، وقتل على دم يحيى سبعين ألفاً وسبى ذراريهم، وأغار عليهم، وأخرج أموالهم وسبى سبعين ألفاً وذهب بهم إلى بابل، وبقوا في مدة مائة سنة تستعبدهم المجوس وأولادهم، ....
ويستدرك الشيخ المجلسي بعد نقاش طول حول شخصية نبوخذ نصر قائلا (والأخبار الدالة على كون خروجه بعد قتل يحيى (عليه السلام) أقوى سنداً وقد سبق بعضها في قصة يحيى والله العالم.)
ولنا ان نسأل هذا السؤال للشيخ المجلسي ما فعله نبوخذ نصر هل جرى على يديه الخيرات الكثيرة وشفي بها صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وهل كانت عاقبة أمره آيلة إلى النجاة فيد خل بذلك تحت قوله سبحانه (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) ؟؟
ويكن ان نقول :- ان ما فعله المختار بقتلة الامام الحسين عليه السلام - بغض النظر عن الكيفية – هو من باب الظالم سيفي انتقم به وانتم منه وحقا فقد جرى الانتقام الالهي بقتلة الامام الحسين عليه السلام شر قتلة وهو عبد كما كان نبوخذ نصر عبدا لله اذاق اليهود بعد مقتل النبي يحيى عليه السلام سوء العذاب والقتل والتهجير والتدمير !!
اذن مسألة تسليط الظلمة على الظلمة مسألة الهية وتصفية الحسابات بين الظالمين هي سنة الهية لذا اغتنم المختار هذه الفرصة التي هي من اسنح الفرص وأفواها تأثيرا على مشاعر الناس آنذاك طلبا للحكم والدنيا ولا نعرف اين العمل الصالح في فعلة المختار ؟
http://www.youtube.com/watch?v=epsDH6F5xOo
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق