الكاتب :: احمد الملا
جاء في كتاب عقائد الأمامية للشيخ المظفر في باب عقيدتنا في المهدي { ... ولولا ثبوت فكرة المهدي عن النبي على وجه عرفها جميع المسلمين، وتشبَّعت في نفوسهم واعتقدوها لما كان يتمكّن مدّعو المهدية في القرون الأولى ـ كالكيسانية والعباسيين، وجملة من العلويين وغيرهم ـ من خدعة الناس، واستغلال هذه العقيدة فيهم طلباً للملك والسلطان، فجعلوا ادعائهم المهدية الكاذبة طريقاً للتأثير على العامة، وبسط نفوذهم عليهم..} .
ويعطي الشيخ المظفر في الهامش تعريف عن فرقة الكيسانية إذ يقول { الكيسانية : فرقة اجتمعت على القول بإمامة محمد بن الحنفية, وقال بعضهم : إنّ محمد بن الحنفية هو الإمام بعد أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام؛ لاَنّ الإمام علي عليه السلام دفع إليه الراية يوم الجمل وقال له:اطعنهم طعن أبيك تحمدِ * لا خير في الحرب إذا لم تزبد .
وقال آخرون منهم: إنّ الإمام بعد علي عليه السلام كان الحسن ثم الحسين عليهما السلام ثم صار هو الإمام بعد ذهاب الحسين عليه السلام من المدينة إلى مكة قبل واقعة كربلاء , وزعم قوم منهم بأنّ محمد بن الحنفية حي لم يمت وهو المهدي المنتظر وذهب آخرون إلى الإقرار بموته وأنّ الإمام بعده علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام.
ومنهم من قال برجوع الإمامة بعده إلى أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، واختلف هؤلاء بالإمامة بعده، فمنهم من نقلها إلى محمد بن علي بن عبد الله، ومنهم من زعم أنّ الإمامة بعده صارت إلى بيان بن سمعان، وزعموا أنّ روح الله كانت في أبي هاشم ثمّ انتقلت إلى بيان هذا.
وقيل: إنّما سمّوا بالكيسانية لاَنّ المختار بن أبي عبيد الثقفي كان رئيسهم، وكان يلقب بـ «كيسان»؛ لاَنّ صاحب شرطته (أبو عمرة) كان اسمه كيسان وكان أفرط في الفعل والقول والقتل من المختار ...}.
في الحقيقة هذا التعريف وهذا التطرق لهذه الطائفة أو الفرقة أو المذهب هو جاء بعد أن ناقش سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " في محاضرته التاريخية العقائدية الثانية التي تتمحور حول شخصية المختار الثقفي و, والتي ناقش فيها أبرز أراء المرجعيات الدينية التي أبدت رأيها في شخصية المختار , وقد ناقش سماحته " دام ظله " رأي السيد الصدر الثاني قدس سره الذي يدافع فيه عن المختار الثقفي وذلك من خلال نفيه للكيسانية وعدم وجودها أصلا .
بداية أستعرض جزء من مناقشة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " لرأي السيد الصدر قدس سره ....
http://www.youtube.com/watch?v=VhZJj30OzKg
{ ... يقول السيد الصدر قدست نفسه الزكية يقول في " شذرات من فلسفة تاريخ الإمام الحسين *عليه السلام* " يقول في أخلاص المختار ((..تبقى كلمة، فيما قد يثار من التشكيك في إخلاص المختار ، وأن حركته فيها إشكالان: الأول: إنه اعتمد في أخذ الإذن من محمد بن الحنفية رض الله عنه وليس من السجاد عليه السلام وبذلك اتهم أنه من الكيسانية الذين يؤمنون بإمامة محمد بن الحنفية ومهديته على ما في بعض النقول , هذا الإشكال الأول .
الإشكال الثاني: إنه حاكم طالب للدنيا، بدليل أنه لم يسلم حكمه لأهل الحق، بما فيهم زين العابدين عليه السلام , وهنا ينبغي النظر إلى عدة مستويات .. )) أنا قلت لكم مجرد إشارة حتى ننهي الكلام مع السيد الصدر هنا عندما ذكر النقطة الأولى ....يرجعك السيد إلى الهامش , أنا حقيقة قرأت ووجدت تحقيق مؤسسة فأنسب الهامش إلى السيد الأستاذ الصدر قدست نفسه الزكية , وهو يقول في بعض النقول , إذن القضية منقولة وثابتة يقول في الهامش ويبين ما هي بعض النقول سواء السيد أو من اعد أو تابع وحقق في هذا الكتاب أولا يقول (( أنظر من لا يحضره الفقيه الجزء الرابع , انظر شرح أصول الكافي الجزء الثاني , وشرح الأخبار للقاضي المغربي الجزء الثالث )), كم مصدر هنا ثلاثة مصادر , ننتقل إلى الصفحة التي بعدها يقول السيد الصدر قدست نفسه الزكية (( ... إذن فلن يثبت أن أحدا من المسلمين أو من الشيعة كان كيسانيا إطلاقا , نعم ينسب شعر إلى كثير عزة بمضمون اعتقاده ... )) إذن السيد الصدر قدست نفسه الزكية ينفي هذا الأمر , ينفي انه يوجد أي شخص في الخارج يعتقد بالكيسانية بل أكثر من هذا هو ينفي الكيسانية أصلا يقول ((...على انه من المحتمل القول بأن مذهب الكيسانية كذب بمعنى انه لم يحصل لأحد إطلاقا وإنما هو نبز الأعداء به مذهب الأمامية ...)), قبل قليل كم مصدر ذكرنا ؟ ثلاثة مصادر , مصادر شيعية أم سنية ؟ حتى في كتب الرجال التي هي من أدق الكتب في تحديد الشخصيات والأشخاص ومعتقدات الأشخاص , ارجعوا إلى كتب الرجال , تجدون بان كتب الرجال ممتلئة بالحديث عن الكيسانية وعن أتباع الكيسانية , كيف ينفي السيد الأستاذ الصدر هذا الأمر ؟! أمره وامرنا إلى الله ...} .
وفي الحقيقة بعد هذه المناقشة العلمية الرائعة للسيد الصرخي الحسني " دام ظله "والتي يثبت من خلالها وجود هذه الطائفة " الكيسانية " أولا من خلال ما طرحه السيد الصدر قدس سره نفسه من هوامش على الإشكال الأول , وثانيا من خلال إرجاع المهتمين بالأمر إلى كتب الرجال التي " كما أوضح دام ظله " أنها قد امتلأت بالحديث عن الكيسانية .
وتوجد بعض المصادر التي تدعم رأي السيد الصرخي الحسني " دام ظله " وأول هذه المصادر هو ما ذكرته في مقدمة الموضوع من كتاب عقائد الأمامية للشيخ المظفر وفي باب عقيدتنا في المهدي عليه السلام , وهذا وحده كفيل بإثبات وجود هذه الطائفة أو الفرقة خصوصا عند السيد الصدر نفسه , لان هذا الكتاب من يعتبر من الكتب الأساسية التي تدرس في الحوزة العليمة ونحن على يقين أن السيد الصدر قدس سره قد درس هذا الكتاب ودرسه , ولا نعرف كيف انه " قدس سره " لم ينتبه لذلك وينفي وجود هكذا طائفة .
المصادر الأخرى التي تدعم وتؤكد وجود طائفة أو فرقة الكيسانية وإنها موجودة ووجود من يعتقد ومؤمن بها من المسلمين :-
1- المامقاني : تنقيح المقال : ٢ / ٥٧ برقم ١٠٢٣٠ ، نقلاً عن رجال الكشي.
2- النوبختي : فرق الشيعة : ٢٢ ـ ٢٤
3- البغدادي : الفرق بين الفرق : ٥٢.
4- ـ بحوث في الملل والنحل : ٦ / ٣٠٤ ـ ٣٢٧
5- محمود البغدادي : النظرية السياسية : ٢٨٤
6- المسعودي : مروج الذهب : ٧٨ ـ ٧٩ ، طبعة دار الأندلس.
7- الشيخ المفيد : الفصول المختارة : ٢٩٧ ـ ٣٠٥
,والكثير الكثير من المصادر التي تؤكد وجود هذه الفرقة وان جمع من المسلمين قد اعتقدوا وامنوا بها ... وهذه كلها تؤيد ما جاء به السيد الصرخي الحسني "دام ظله " وتثبت نقضه لمبنى السيد الصدر قس سره الذي ينفي فيه وجود هذه الفرقة دفاعا عن شخصية المختار الثقفي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق