احـمـد الـدراجـي
لاشك ان التاريخ يمثل المعين الذي تنهل منه الأمم والشعوب معارفها وتصوراتها على المستوى النظري والتطبيقي لأن دراسة وتحليل تجارب السابقين وسيرتهم فيها عبرة وعضة ، بل تمثل منظومة معرفية تُثري الشعوب ، وتمكنها من صناعة حاضرها ومستقبلها ، ولهذا جاء الحث من الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بضرورة النظر والتدبر في سيرة واحوال الأمم السالفة ، ولكي تتحق الثمرة و يحصل الملاك لابد من ان تكون الدراسة دقيقة والتحليل موضوعي ، وقبل ذلك ان ناخذ التأريخ من المصادر الموثوقة للوصول الى المعلومة الصحيحة حتى لانقع في مستنقع الدس والتزوير والتضليل الذي زرعته اقلام المؤرخين والكتاب المأجورين .
اذ لا يخفى على الباحث ان تاريخنا الأسلامي لم ينجُ من سموم التزوير والتحريف والدس والفهم الخاطيء والتفسير السقيم والتحليل المغرض المضلل والدراسة والقراءة السيئة (للأحداث او سيرة الشخصيات) والتي القت بظلالها الوخيمة على امة الأسلام فكرا وعقيدة وسلوكا مما ادى الى تبني افكار وآيديولوجيات لاتمت الى الدين الحنيف بصلة .
وفي خضم هذا الإرث الظلامي المهلك والتحليل الضلالي المدمر والفهم الأسود لتأريخنا انبرى السيد الصرخي الحسني ليطلق العنان للخطاب الإسلامي المعتدل أن يصدح في آفاق الوجود ويطرق مسامع الشهود بالمعارف الأسلامية الأصيلة ، والرؤى الثاقبة ، والدراسة الصائبة ، والتحليل الموضوعي والتفسير العادل لما تضمنه تأريخنا من أحداث وما نقله من سِيّر للشخصيات ليضع النقاط على الحروف ، ويفك الرموز، ويحل الطلاسم ، ويزيل الغموض ، وينصف من ظلمه الدس والتزوير والفهم الخاطئ والتحليل المضلل المغرض للتأريخ الإسلامي من خلال سلسلة محاضرات ((تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي )) يلقيها في باحة برانيه يوم الخميس من كل اسبوع بطريقة بسيطة وباسلوب سهل سلس بعيدا عن التعقيد، وبطرح يحرص على ايصال الحقيقة ، خاليا من اي لون من الوان التعصب الطائفي ، غير خاضع لتأثيرات الجو والظرف العام الأجتماعي او السياسي الذي ظهرت ولازالت تظهراثاره على المواقف والخطابات والرؤى الدينية بل تحكمت فيها وصنعتها.
في هذه المحاضرات يتناول السيد الصرخي الحسني قضية مهمة وخطرة لما تكتنفه من غموض وملابسات واستفهامات تتعلق بالمختار الثقفي وحركته وافعاله مع مناقشة اراء كبار العلماء...
ففي المحاضرة الثالثة التي ألقاها يوم الخميس13 ربيع الثاني 1435هـ والمصادف 13 / 2/ 2014م , المنشورة على الروابط :
https://soundcloud.com/alhasany/13-2-2014
،،،،،،،
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=389619،
ناقش أراء صاحب البحار "الشيخ المجلسي" حول المختار وأفعاله ، حيث يُسجل السيد الصرخي الحسني مجموعة من التعليقات ، وهنا نشير الى قضية مهمة كشف عنها سماحة السيد تتعلق بتكذيب المختار لنبوءة النبي حينما ناقش سماحته الرواية التي تكشف عن ذلك ، والتي ينقلها الشيخ المجلسي ، إذ يقول السيد الصرخي الحسني :
((.... فقال له بشر وكان رجلا متنكرا والله ما تقدر على قتلنا , قال المختار : لمَ وممَ ذلك ثكلتك اُمك وأنتما أسيران في يدي , وتحكي مثل هذا الكلام : "لا استطيع أن أقتلكما" ، قال بشر: لأنه جاء في الحديث ,لأنه جاءنا في الحديث "انك تقتلنا حين تظهر على دمشق فتقتلنا على دُرجها" ، فقال له المختار : "صدقت قد جاء هذا" ، نهاية الرواية يقول : فلما قُتل المختار خرجا من مَحبَسهما .....ثم يواصل السيد فيقول : (هذه من ميزات المختار ، ومواصفات المختار ، ومن أخلاق المختار ، سنقرأ ونؤكد على ما نريد أن نشير إليه : ماذا قال المختار ، وماذا قال الأسير , وماذا قال الأسيران ، قالوا : "عندما تفتح دمشق وتفتح الشام هناك سنقتل "، من أين أتيتم بهذه المعلومة ؟ قالوا : رواية حديث عن النبي "صلى الله عليه واله وسلم " ، فصدّقهما المختار ، وأمضى الرواية المختار ، وماذا حصل ؟!:(لم يدخل الشام ولم يدخل دمشق ولم يقتل الأسيرين !!!! ).صلوا على محمد وال محمد ....
فهذه نبوءة كاذبة عن النبي "صلى الله عليه وله وسلم " ،المختار يُمضي رواية عن النبي "صلى الله عليه واله وسلم "، فيكذب نبوءة النبي ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق