الاثنين، 10 فبراير 2014

الصرخي الحسني يوضح حقيقة المنهج والجرم الأموي تجاه أهل السنة



الكاتب / احمد الملا

عند مراجعة التاريخ الإسلامي وخصوصا الفترة الزمنية التي تلت استشهاد الإمام علي عليه السلام وبداية تولي الأمويين للسلطة والحكم , نلاحظ وجود عدة أمور منها إن أهل المدينة ومكة بزعاماتهما الدينية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن أبناء الخلفاء والصحابة قد وقفوا موقفا مقاطعا ورافضا لحكم بني أمية وهذا ما تشير له العديد من الروايات الواردة في كتب أهل السنة وأنقل هذه الرواية كشاهد ...
يروي البخاري في الصحيح " ٩ / ٥٧ ط بولاق سنة ١٣١٣هـ " في ( باب إذا قال عند قوم شيئاً ثمّ خرج خلافه ) من كتاب التوحيد ، بسنده عن نافع ، قال : { لمّا خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية ، جمع ابن عمر حشمه وولده ، فقال : إنّي سمعت النبيّ "صلّى الله عليه وآله وسلّم " يقول : ( ينصب لكلّ غادر لواء يوم القيامة ) ، وإّنا قد أيدنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله ، وإنّي لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثمّ ينصب له القتال ، وإنّي لا أعلم أحداً منكم خلعه ، ولا بايع في هذا الأمر إلاّ كانت الفيصل بيني وبينه } , وهذه الرواية تبين موقف أهل المدينة من يزيد بن معاوية ورفضهم لحكمه حتى إنهم عزلوا الوالي التابع له , هذا جانب .
الجانب الآخر موقف بني أمية وخصوصا يزيد بن معاوية من أهل المدينة ومكة , فالكل يعرف بما فعله يزيد بمكة والمدينة , فقد أحتل مكة المكرمة و حرق الكعبة بعد أن هجم على المدينة واستباح كل ما فيها وأفسد ولم يسلم منه شيخ أو طفل أو أمراءه ولا الصحابة ولا عوائلهم من النساء والأطفال وتشهد هذه الرواية لذلك ... روى الطبري في تاريخه ، وابن الأثير في الكامل " تاريخ الطبري ٥ / ٤٨٥ ط دار المعارف ، الكامل في التاريخ٤ / ٤٩ ط بولاق" : { أنّ مروان بن الحكم كلّم ابن عمر لمّا أخرج أهل المدينة عامل يزيد وبني أمية في أن يغيّب أهله عنده فلم يفعل ، وكلّم عليّ بن الحسين وقال : يا أبا الحسن إنّ لي رحَماً وحُرمي تكون مع حُرمك ، فقال : أفعل ، فبعث بحُرمه إلى عليّ بن الحسين ، فخرج بحُرمه وحُرَمِ مروان حتى وضعهم بينبع } , وهذه الرواية تؤكد كيف إن أهل السنة يستنجدون من أجل حماية عوائلهم من بطش الأمويين وطغيانهم .
فالمنهج الأموي كان عبارة عن إجرام بحق أهل السنة ومن قبلهم أهل البيت سلام الله عليهم إذ قتلوا الحسين سلام الله عليه وبعد ذلك استباحوا المدينة وحاصروا مكة المكرمة وحرقوا الكعبة من أجل السلطة والحكم وليس من أجل سنة الله ورسوله وصحبه وال بيته .
وقد ميز سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " حقيقة النهج الأموي من النهج السني ونهج صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومنهج أهل البيت سلام الله عليهم , وذلك من خلال محاضرة تاريخية عقائدية ألقاها سماحته " دام ظله " في يوم الخميس 28/ ربيع الأول 1435هـ الموافق 30 / 1/ 2014م , بين من خلالها حقيقة المنهج والجرم الأموي تجاه أهل السنة وأهل البيت سلام الله عليهم , إذ قال سماحته " دام ظله " في معرض تلك المحاضرة ما نصه ....

{ ... الآن أنا سأبين لكم وأذكر لكم بشاعة الحكم الأموي , نحن ذكرنا سابقا بأنه يوجد فرق بين الشيعي والسني والتكفيري , نحن أشرنا إلى هذا منذ سنين , يوجد منهج أموي ويوجد منهج سني ومنهج شيعي , يوجد منهج أموي يوجد منهج صحابة ومنهج أهل البيت سلام الله عليهم , هذا يفرق عن هذا , هذا يختلف عن هذا , فالآن أنا من زاوية الإشارة إلى موقف الأمويين من المذاهب الأخرى من مذهب التسنن , من السنة , من الشيخين , من أتباع الشيخين من إخواننا من أعزائنا من أبنائنا أهل السنة , ومنها نعرف ما هو الحيف والظلم الذي وقع على أهل البيت وعلى أتباع أهل البيت , إذا هم يدعون سنة وفعلوا بالسنة مثل هذا الأمر , فماذا يقال عن الشيعة وما تعرض له الشيعة من قبل الأمويين ....
...فأذكر بعض المواقف التي حصلت في التاريخ وأكثر النقل سيكون عن أبي مخنف وأبو مخنف نقلوا عنه السنة والشيعة فيذكر الآن الكلام هو في الأحداث التي حصلت بعد تسلط يزيد على الحكم حصلت عدة قبائح , قتل الإمام الحسين سلام الله عليه , إباحة المدينة لجيش الشام , وأيضا الهجوم على مكة وحرق الكعبة ... أنا سأقراء وخلال القراءة سأبين بعض الأمور التي تعطينا المعنى الذي نريد أن نفهمه أو نريد أن يفهمه الآخرون ...
يقول هشام عن أبي مخنف "وهنا النقل عن تاريخ الطبري الجزء الخامس " يقول (...وخرج محمد بن سعيد بن أبي وقاص يومئذ يقاتل فلما نهزم الناس مال عليهم بسيفه يضربهم حتى غلبته الهزيمة فذهب في من ذهب من الناس وأباح مسلم ابن عقبة المدينة ... )....
...من هو مسلم بن عقبة ؟ هذا قائد عسكري أرسله يزيد للهجوم على المدينة , ماذا حصل في المدينة خلعوا عامل يزيد في المدينة وعينوا والي " يعني الوالي الذي عين على المدينة من قبل يزيد خلعوه وعينوا واليا تابعا لابن الزبير لعبد الله بن الزبير " فصارت معركة وحصل الهجوم على المدينة وأنهزم الوالي التابع لإبن الزبير , يقول ( وأباح مسلم ابن عقبة المدينة ..) " هذا قائد الجيش الذي أرسله يزيد إلى المدينة هذه الحادثة بعد مقتل الإمام الحسين سلام الله عليه , بعد أن قتل الإمام الحسين أبن الزبير حاول أن يستغل الجمرة عند الناس فأثار الناس ضد الأمويين فحاول بكل ما يستطيع أن يحقق النصر أو الفوز أو التسلط في مكة وأيضا انتقل للمدينة وأيضا بعد هذا صار له وجد في الكوفة وفي البصرة وأيضا في المناطق الشمالية منطقة الجزيرة والموصل وغيرها ....
يقول (...وأباح مسلم ابن عقبة المدينة ثلاثا يقتلون الناس ويأخذون الأموال فأفزع ذلك من كان بها من الصحابة ...) يعني الآن أهل المدينة والجيش والحاكم والوالي ليس من الشيعة وليس من أهل البيت , من أتباع ابن الزبير من السنة من المذهب السني من أتباع الشيخين الخليفة الأول والخليفة الثاني , مع هذا أباح المدينة على أهلها , أباح المدينة للجيش على أهل السنة على عوائل السنة على أموال السنة على مقدرات السنة , ليس على الشيعة ...} .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق