شدد
المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) على
أن يُدرس التاريخ الإسلامي بصورة جيدة وفق أسس علمية سليمة، وأكد السيد
الصرخي، في محاضرته الرابعة ضمن سلسلة التحليل الموضوعي في التاريخ
الاسلامي والعقائد وخلال مناقشته للعلامة ابن نما الحلي، على ضرورة دراسة
الظروف المحيطة بالرواية والراوي قائلاً: "من المفيد جداً لطلبة الحوزة
والأكاديميين ولكل من يريد أن يطلع ويقرأ، دائما الظروف التي تحيط بالرواية
بالراوي بالحدث بالواقعة علينا أن ندرسها جيداً حتى نستطيع أن نستنتج نتاج
مناسب أقرب إلى الواقع على نحو الأطروحات"
وأضاف
سماحته "إن التعامل مع الموارد التاريخية لا نكون ونقطع الدليل العقلي
والحكمة والمنطق والمجتمع والسيرة المجتمعية لا يعقل ان نقطع هذه كما يفعل
السلفية والتكفيريون" منتقداً مبانيهم بقوله: "كلما تحكي عن شيء يقول لك
لا؛ غير موجود في مسلم والبخاري، كلما تحكي يقال لك هذه رواية صحيحة أو
ليست بصحيحة"
وأشار السيد
الصرخي الى أن هناك كلام بالتاريخ غير الكلام في الأحكام الشرعية قائلا:
"الكلام في الموارد التاريخية، الكلام في التاريخ، ليس كالكلام في الأحكام
الشرعية، الأحكام الشرعية يكون فيها الجانب التدقيقي في الرواية وصحة
الرواية، نقول بالحكم أو صحة الحكم ويوجد قواعد وأصول فقهية يرجع إليها،
أصول عملية يرجع إليها في معرفة الحكم الشرعي لا يوجد حادثة إلا ولها حكم"
وعلى الصعيد ذاته فقد نبّه سماحته الى أهمية الموارد التاريخية والخوض فيها
بقوله: "أما في الموارد التاريخية يوجد قطع تاريخية في حياة الانسان في
حياة المجتمع في تاريخ الشعوب، لمن يريد الخوض في التاريخ وسيرة المجتمع
لابد أن يملأ هذا الفراغ التاريخي. كيف يملأ هذا الفراغ التاريخي؟"
من جهة أخرى
حذّر السيد الصرخي من الاعتماد على كتب التاريخ الشيعية "اذا اعتمدنا نحن
على ما عندنا من تاريخ من كتب تاريخ في العقيدة الشيعية في المذهب الشيعي
نكون من المفلَسين لأنه لا يوجد في التاريخ الشيعي من كتب في التاريخ"
وأضاف "الشخص الوحيد الذي كتب هو أبو مخنف (قدست نفسه الزكية) وأبو مخنف
كان أقرب بل كان فعلاً واقعياً وكان عادلا و أمينا في النقل وهذه الأمانة
في النقل أدت عند البعض من الطائفيين في المذهب الشيعي أن يتهم أبا مخنف في
عدم التشيع أو يتهمه في التسنن.
ونفى سماحته
ما توجه لأبي مخنف من اتهامات بقوله "وبعد هذا يوجد كتاب مقتل الإمام
الحسين، حسب ما أعتقد لأبي مخنف، هذا الكتاب غير تام، ليس صحيح السند، فيه
الكثير من الأمور لم تثبت سندا، فهذا الكتاب ليس هو فعلا لأبي مخنف، أبو
مخنف كتب المقتل ولم يصل إلينا الكتاب وإنما الذي استفاد من الكتاب هم
المؤرخون السنة بهذا العنوان، استفاد الطبري وغير الطبري من كتاب أبي مخنف،
من مقتل أبي مخنف، أما التاريخ الشيعي، أما المؤرخون الشيعة فمما يؤسف له
ليس عندنا من كتب بهذه الخصوصية"
يذكر أن
السيد الصرخي يقيم محاضرة عصر كل يوم خميس ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي
في العقائد والتاريخ الاسلامي مع مناقشة مجموعة من آراء العلماء وأهل
التارخ وكتب السير التاريخية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق