انتقد المرجع الديني السيد الصرخي بعض المتصدين ومن يدعون الاجتهاد لأنهم يعتمدون على ما توصل إليه غيرهم من العلماء الأعلام في علم الأصول، قائلا: "المقابل لا يعتمدون البحوث الأصولية بسبب أنهم يعتمدون على ما توصل له غيرهم" وأضاف "الأساس الذي اعتمده على ما توصل له غيرهم في الأصول أساس باطل" جاء هذا خلال الدرس الأصولي الرابع الذي ألقاه في برانيه بكربلاء المقدسة اليوم الجمعة 21 آذار 2014 الموافق 19 جمادى الأول 1435.
وتطرق سماحته إلى أهمية علم الأصول في عملية الاستنباط واعتبره العلم الأهم بقوله: "الأصولي له القدرة والدقة في باقي العلم وخصوصا الفقه" لافتا إلى أن "الأصول مقارنة بالفقه هو العلم الأصعب والأدق والأعمق فهو يكشف القدرة العلمية عند المقابل"
وشدد سماحته على أن الأعلم هو الأعلم بالأصول مستشهدا بكلام السيد محمد الصدر (قدس سره) بقوله "إن من لم يملك أصول أبي جعفر أعزلوه عن المرجعية" وتساءل "فكيف بمن لا يملك أي أصول؟ فهذا لا يحكى عنه ولا يدخل في التقييم أصلا ".
وفي ذات السياق رفض بشدة بعض الدعوات التي تريد أن تغض النظر عن علم الأصول وتهمش دوره الحقيقي بحجة النزول للساحة معللا ذلك بأنهم لا يمتلكون الأصول "هناك مدعين للمرجعية ادعوا أن الأعلم هو العالم بالنزول للمجتمع !! لعدم امتلاكهم معرفة بعلم الأصول ولا يعرفون وظيفة علم الأصول" وأكد أن هؤلاء هم أنفسهم كانوا يستلمون أموالا من النظام الصدامي "هناك مدعين للمرجعية كانوا يستلمون أموالا من نظام صدام" .
وأكمل سماحته بحثه الأصولي في التفاعل بين الفكر الأصولي والفكر الفقهي قائلا: "كلما كانت النظريات عميقة في الأصول كانت هناك دقة في التطبيق" وأضاف "كلما ازادات تفريعات التطبيقات واستحداث مفردات الحياة يحتاج الرجوع إلى الأصول للبحث النظري"
ومن جهة أخرى عبّر السيد الصرخي عن رأيه برفض رأي الراوي عن موضوع الرواية "رأي الراوي لا نأخذه وهذا شيء يخصه" وتساءل سماحته "إذا كان الراوي على غير مذهب الحق فكيف نأخذ منه الحكم الشرعي؟"
وأشار المرجع السيد الصرخي إلى أن علم الأصول ولد في أحضان علم الفقه وأن الأخير ولد في أحضان علم الحديث أي ما معناه إن ناقل الحديث سابقا هو من يطبق الفتوى، وأنه في زمن المعصوم فإن راوي الحديث هو الناقل للفتوى من قبل الإمام وهذا يعني إن الفقه كان ضمن علم الحديث أي أن الفقه نشأ في أحضان علم الحديث.
كما وأكد المرجع السيد الصرخي على أن هناك تطورا هائلا في علم الأصول "التطور في العلوم أمر طبيعي أدى إلى تطور الفقه وبدوره تطور علم الأصول للتلازم بين العلمين" وتكلم سماحته عن تاريخ علم الأصول مؤكدا أن الحاجة إلى علم الأصول هي حاجة تاريخية، أي تتولد مع الحاجة وتستعمل وتدرس مع الحاجة لأنه كلما ابتعدنا عن عصر التشريع فأن جوانب الغموض تتعدد من مداركه الشرعية. مؤكدا أن علم الفقه ازدهر عند أهل السنة لأنهم كانوا يعتبرون عصر التشريع انتهى بوفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، أما الإمامية فكانوا يعيشون عصر النص لأن الإمام امتداد للنبوة، وازدهر علم الفقه بعد الغيبة الكبرى.
وتعد هذه الدروس قراءة جديدة في علم الأصول على ضوء التطور الهائل لهذا العلم على يد المجدد السيد الصرخي الحسني خصوصا في الفكر المتين والتطبيقات الفقهية كما في المنهاج الواضح والاستدلالات الفقهية في (الفصل في القول الفصل) و(نجاسة الخمر) يذكر أن هناك دروسا للحلقة الاولى بطرح آخر أصدرها السيد المرجع عام 2004.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق