الاثنين، 10 مارس 2014

قراءة موضوعية في ميزان التحقيق التاريخي



بقلم : زيدون الزيدي

 
علم الكثير هذه الايام ومنذ اسابيع هنالك نقاشات واراء اثيرت حول شخصية المختار بن عبيد الثقفي صاحب حركة يالثارات الحسين (عليه السلام ) في الكوفة وتعتبر هذه الشخصية من الشخصيات التاريخية التي كان علماء المذهب الشيعي سابقا يقولون بالتوقف في شأنها وعدم الخوض بتفاصيل تجعل منها شخصية مقدسة الا ان البعض منهم استمالته العاطفة المذهبية فصار ينتقل من التوقف الى المدح والرفعة والمنقبة والمنزلة بحق المختار الثقفي مع ان نفس المحقق او المؤرخ او العالم المفتي تجده يذكر بنفس السطر ان هنالك اختلاف في الروايات المادحة والذامة للمختار ثم يذهب الى ترجيح المادحة مع التسليم بوجود الذامة لتستميله العاطفة المذهبية بشكل اكبر وهو يتناول تلك الشخصية بتبرير وتفسير وتأويل المدح والمنزلة والرفعة بعبارة وجملة لم تصدر من مشرع ولم يقم عليها دليل بقولهم اثلج صدر النبي صلى الله عليه واله بقتله قتلة الامام الحسين عليه السلام اي ان المختار بثورته وحركته كفاه فخرا ان قام بقتل وصلب وحرق وتقطيع من قتل الامام الحسين عليه السلام او من شهد واقعة الطف بمجرد الحضور وتكثير السواد بوجه الامام المعصوم (سلام الله عليه ) ولو كان هنالك تجرد من العاطفة المذهبية في تناول الشخصيات التاريخية الاسلامية لاختلفت النتائج البحثية والاراء والفتاوى وبيان ذلك ووضوحه فيما لو ضربنا مثالا فلو ان المختار الثقفي خرج بثارات الخليفة عثمان على سبيل الفرض ووجد المحقق الشيعي هذه الحادثة ومعها روايات تمتدح المختار من جهة وروايات تذمه من جهة اخرى وبعمومها المادحة والذامة منسوبة لأئمة اهل البيت (عليهم السلام) رغم خروجه بثارات عثمان فهل ستكون نتائج الحكم على تلك الشخصية بنفس ما يطرحونه الان ؟؟ وبالبداهة وما يفرضه الواقع المعاش من طائفية في كل شيء وكل مجال ان النتائج ستكون مختلفة ولرأينا ان المختار الثقفي صار العن واقبح من يزيد ومعاوية لأن المحقق والباحث والمرجع المفتي سيرجح الروايات الذامة ويعتبر المادحة من مدسوسات بني امية على خلاف مايطرح الان تماما وهذه الفرضية تكون اقرب للذهن فيما لوعلمنا ان علماء المذهب الشيعي يقدحون بالمؤرخ هشام بني ابي مخنف وهو بالاصل شيعي ولكن بمجرد ان نقل التاريخ بموضوعية وامانة علمية اتهم بانه مخالف او ضد المذهب او انه من اهل السنة هذه هي الميول العاطفية الطائفية هي التي تتحكم بالتحقيق والحكم
ولكن مع وجود مرجعية مثل مرجعية السيد الصرخي الحسني تتميز بالقدرة العلمية توازيها الامانة والموضوعية والانصاف في قول الحقيقة فانك ستقف امام مفترق طرق فاما ان تقبل ميزان التحقيق التاريخي العادل الذي تتساوى كفتاه ومعياره الامانة العلمية او الميزان التاريخي الظالم الذي تتفاوت كفتاه وتختلف بسبب الاثر والركام والمعيار الطائفي، ولسنا بصدد القول ان مايطرحه السيد الصرخي الحسني يعني انه لايوجد من يمتلك تلك الامانة العلمية والموضوعية سواء من السنة او الشيعة لكن مايميز تلك الاطروحات والابحاث العقائدية التاريخية الاسلوب الاستدلالي الممتع وتنويعه والتدرج بطرح المعلومة واعطاء مبررات للخصم ثم نقضها وتفنيدها بحيث تجد ان السيد الصرخي الحسني يطرح مبررات للدفاع عن صاحب الاطروحة المقابلة الخصم العلمي بطريقة وبادلة لو ان نفس الخصم لو اراد ان يدافع عن نفسه فلا يستطيع ان يطرحها لما فيها من دقة واستنتاج واستدلال ومع ذلك فانها تنقض وتفند وتبطل بطريقة ادق واسمى وارقى واتم وهذا هو مايسمى بالميزان التاريخي العادل

http://www.youtube.com/watch?v=ayIzrrg4fko&list=UUiTo3e8M3BZyXaTbWIhmqlQ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق