السبت، 22 مارس 2014

السيد الصرخي الحسني: لا نريد أن نعطي المبرر للتكفيري بقتل أتباع أهل البيت



أكد سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله المبارك) خلال محاضرته العقائدية التاريخية التاسعة رفضه الشديد أنّ تكون دماء أتباع أهل البيت (عليهم السلام) رخيصة بسبب اللغة السائدة من سب وشتم متبادل من قبل التكفيريين بصورة عامة وبسبب مواقف المفسدين ووعّاض السلاطين موضحا كثيرا من الالتباس الحاصل عند الكثير بعدم التمييز بين التمسك بالثوابت وبين احترام الآخر ورأيه ورموزه ومقدساته بقوله: "يوجد ثوابت لا يمكن التنازل عنها لا نتنازل عن حقيقة وأحقية ويقينية أمير المؤمنين (عليه السلام) وولاية أمير المؤمنين، لا نتنازل عن مؤامرة السقيفة وتداعيات المؤامرة، لا نتنازل عما تعرضت له الزهراء (سلام الله عليها) من أذى من الخليفة الأول والثاني، ليست عندنا مشكلة أن نترحم على الأول والثاني ونقول ظلموا الزهراء، الترحم له شروط وله ضوابط وله مقدمات للقبول لو ترحمنا من الآن، ولو ترحم الناس جميعا على شخص لا يقدم ولا يؤخر إذا لم يكن صالحا في حياته وإذا لم يبرئه صاحب الحق" وواصل حديثه بهذا الشأن بقوله: "نحن لا ندعو للتنازل عن الثوابت وإنما ندعوا الى احترام آراء الآخرين ورموز الآخرين ومقدسات الاخرين، لا نريد أن نجعل دماء أتباع أهل البيت (سلام الله عليهم) رخيصة للاخرين، رخيصة للتكفيرين، رخيصة لوعاظ السلاطين، لانريد هذا، من يقتل أي شخص من أتباع أهل البيت ومنهج أهل البيت الحق، لا نريد أن يقف ذلك الشخص بين يدي الله وعنده العذر للقتل، يقول لأنه كذا وكذا لا يوجد أي مبرر يقول هذا لأنه دعم الفاسد والباطل هذا الذي اعتدى على عرضي وأهلي، الذي اعتدى على مقدساتي، أنا مقدساتي تقول الأول هو على حق، الثاني هو على حق، الثالث على حق، هذا ما وصله من دليل" 
مبينا إن سواد الناس وعمومهم هم الأكثر تضررا من الرموز والعناوين والقادة والمراجع من السنة والشيعة بقوله: "شياطين الإنس قلة، المراجع عند السنة والشيعة وباقي الديانات قلة، لكن سواد الناس هم المساكين، من يُقتل من أجل رمز سني سواء الاول أو الثاني أو الثالث أو ما بعد هذا من القادة ومن الزعماء والرموز السنة بالاولى انه يقتل من أجل علي (سلام الله عليه) ومن أجل فاطمة (سلام الله عليها) ومن أجل الحسن والحسين، من أجل أهل البيت (سلام الله عليهم)، لأنهم أولى بأن يضحي الانسان عنهم وهم أيضا يعترفون ويقرون بهذا الشيء"
كما أوضح سماحته (دام ظله) الفرق بين احترام آراء الآخرين ورموزهم وبين عدم التنازل عن الثوابت التي نعتقد بها، وأكد على الانفتاح على الآخر واحترام آراءه ورموزه قائلا: 
"نريد أن نكون مطمئنين وواثقين من الخط الذي نسير فيه، ودائما نحكم العقل وتكون مملكة البدن.... تقاد من قبل العقل فننفتح على الآخرين ونحترم الآخرين كما نريد من الآخرين أن يحترموا ما نعتقد به، والاحترام لا يعني التنازل عن الثوابت، الاحترام لا يعني ترك النقاش والمناظرة والتحليل العلمي الموضوعي، هذا شيء وهذا شيء، كما الآن نتحدث معكم ونأتي بآراء الاساتذة ونناقش آراء الاساتذة بصورة طبيعية وبحركة علمية لها فائدة لنا وللاستاذ وللمذهب وللاسلام وللعلم وللانسانية"
 

وبهذا يكون سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله) قد أوضح الكثير من معالم المنهجية التي يتبعها في إيصال رسالته الاصلاحية الاخلاقية الانسانية بعيدا عن التعصب الطائفي المُشاع حاليا بين المذاهب الذي وصل الى حد إباحة الدماء وانتهاك الحرمات./ انتهى.
 




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق