الاثنين، 10 مارس 2014

عذراً علي شريعتي


بقلم : الخليفاوي


ليس هين أن يكون الانسان جريئاً في اتخاذ المواقف لان الكثير منها يحتاج على قلب ثابت وارادة صلبة وخصوصاً عندما يكون الطرح في القضايا الدينية فهنا يكون الصراع باعلى درجاته بين الدنيا والدين ،وبين العقل والعواطف ،فنجد أن من يكون جسوراً في اتخاذ الموقف هو من يفلح لذلك نجد الشاعر يقول : قد فاز بالذات من كان جسورا ، وهنيئاً لمن تكون لذته ومتعته في الدين وقربة لرب العالمين .
إن من أخطر الأمور على المرجع هو عندما يكون غير جريء في اظهار الحقيقة خوفاً من المجتمع وخوفاً من فقدان الهيبة والسمعة باعتبار أن ما سيطرحه ليس مرغوباً به أو غير مقبول ،هذه القضية أشار لها الشهيد علي شريعتي رحمه الله في مولفاته حيث قال بما مضمونه " الكثير من الامور لا يطرحها المرجع خوفاً من المجتمع " ولو أمعنا النظر جيداً في هذا القول نجد تطبيقه الواقعي بخصوص قضية المختار الثقفي حيث أن الكثير من العلماء ترددوا في اعطاء رأي ثابت وصريح فيما يخص معتقد المختار وثورته وربما البعض الآخر تجاهل الحقيقة وترك أغلب الروايات التي تشير إلى فساد عقيدة المختار وانحراف ثورته وعدم شرعيتها لكنهم حاولوا تبريرها بطرق واساليب ما انزل الله بها من سلطان ، لكن بفضل الله سبحانه وتعالى انبرى من لا تأخذه في الله لومة لائم ولا اعتراض معترض فبين الحقيقة كما هي وفك لنا شفرات التأريخ فجعل لنا المتشابهات محكمات والشبهات قضايا واضحات فوقف على امهات المصادر وأظهر لنا حقائق المنائر وضلال العساكر ، فالامور التي تردد في طرحها الاخرون خوفا من المجتمع طرحها وبين خفاياها جاعلاً رضا الله غايته وافهام الناس أنسه وأنيسه غير مبالٍ ولا شاك ٍولا متردد ، وهنا لا بد من الاشارة الى أن ما ذكره الشهيد شريعتي ينطبق على الكثير من المراجع لكنه غير منطبق على من وقف على الحقائق التأريخيةوكان جريئاً في طرحه ، وعندها أكون مضطراً أن اقول "عذراً علي شريعتي ... المرجع الاعلى السيد الصرخي الحسني موجود " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق