الأحد، 6 أبريل 2014

هل سيصمد الدليل الافتراضي للسيد السيستاني بين ابن شَكْلَة والمختار أو سيتنازل عنه؟ المحاضرة الحادية عشرة

هل سيصمد الدليل الافتراضي للسيد السيستاني بين ابن شَكْلَة والمختار أو سيتنازل عنه؟ المحاضرة الحادية عشرة




شرَع المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) بإلقاء محاضرته الحادية عشر ضمن سلسلة التحليل الموضوعي في التاريخ الاسلامي والعقائد، عصر يوم الخميس الموافق 3 جمادى الاخرة 1435 هـ، 3/ 4 / 2014 ، وافتتح محاضرته برواية عن الامام الكاظم (عليه السلام) عن انحراف أئمة الضلالة على الدنيا كما يلهث الكلب، في رجال الكشي ومعجم رجال الحديث ج15 [عن حمدويه عن عيسى قلت لأبي الحسن وهو غلام : جُعلت فداك وما هذا الذي نسمع من أبيك انه امرنا بولاية أبي الخطاب ثم امرنا بالبراءة منه، فقال ابو الحسن من تلقاء نفسه: إنّ الله خلق الانبياء على النبوة فلا يكونون إلا أنبياء وخلق المؤمنين على الايمان فلا يكونون إلا مؤمنين واستودع قوما ايمانا فإن شاء أتمه لهم وإن شاء سلبه إياه وان ابا الخطاب قد كان ممن اعاره الله الايمان فلما كذب على أبي سلبه الايمان .. ]، مؤكدا ان الرواية تذم ابا الخطاب، مُوردا ان الامام قد اجاب من تلقاء ذاته وخاطره.
وبيّن سماحته (دام ظله) ثلاث اصناف من الناس الذين خلقهم الله تعالى على ضوء الرواية فصنّف الائمة الذين لا بِداء فيهم ولا تغيير، والصنف الثاني المؤمنين الذين لا يُسلب منهم هذا العنوان، والصنف الثالث استودع فيهم الايمان عند بعض العباد وهذا يعتمد على استجابة العبد للدنيا والهوى والشيطان فإن شاء ثبته وان شاء سلبه، مشيرا الى ان ابا الخطاب هو من الصنف الثالث الذي سلب منه الايمان بعد ان كان احد ثقاة الامام الصادق (عليه السلام).
واكمل سماحته (دام ظله) في عنوان (صادقون ... كذاب يكذب علينا) الذي طرحه في محاضرته الماضية - العاشرة - ضمن هذه السلسلة، واشار فيه الى انه لابد من التلازم في الوجود بين المعصوم الصادق وبين الكذاب والانتهازي والغالي والشيطان، واستنتج (دام ظله) ان كل كاذب على امام يذيقه الله حر الحديد مثل بَنان مع الامام السجاد (عليه السلام) والمغيرة مع الامام الباقر (عليه السلام) وابو الخطاب مع الامام الصادق (عليه السلام) وابن البشير مع الامام الكاظم (عليه السلام) وابن الفرات مع الامام الرضا (عليه السلام).
وفي ذات السياق اكد (دام ظله الشريف) ان الرواية التي ذكرها قد دلت على ان محمد بن الفرات مع الامام الرضا سيذوق حر الحديد من خلال سياقها مثبتا ذلك بالاستقراء المنطقي او الاصولي لكل الكذابين مع الائمة (عليهم السلام) ومن خلال الاحتماليات في الشريحة الاختبارية فمثلا الامام السجاد (عليه السلام) تكون النسبة الاحتمالية 20 % وعندما تنتقل الرواية الى الامام الباقر تزداد النسبة الاحتمالية فتكون اكبر صارت 40 % وبعد ذلك ينتقل الى الامام الصادق فتكون النسبة الاحتمالية 60% ثم تنتقل الرواية الى الامام الكاظم فتكون النسبة 80% وبالتالي فان الامام الرضا تصل النسبة الى الاطمئنان بأن كل من كذب على الائمة المعصومين وجدهم الهادي الامين عليهم (صلوات الله السلام) فإنه يذوق حر الحديد.
وتابع (دام ظله) في عنوان (ابن الفرات وابراهيم بن شَكْلَه)، مكتشفا من خلال الروايات حال الناس وائمة الضلالة الخطابية حيث ذكر (دام ظله) كِلا الروايات التي تذم ابن الخطاب وابن شَكْله ، مؤكدا ان الامام الرضا (عليه السلام) يأمر يونس أن يذكر ذلك الدعاء على محمد بن الفرات لأصحابه ويحذرهم منه ويطلب لعنهم له حتى بعد موته؛ لخطورة الموقف وهول الفتنة، ولأن النهج المتبع هو نهج رسالي كي تطفى الفتن، وقضية اسلام ومذهب حق وآخرة. 
مستهجنا السفلة – كما ذكرتهم الروايات – والمرتزقة الذين يختلقون روايات كي يشقوا صف المسلمين ويزرعوا الطائفية والتكفير مضيفا ان " هؤلاء السفلة هم من يمضي عمل المغالين في تركيا وشمال العراق وسوريا"
وشدد (دام ظله) ان " الامة ستبقى في حيرة وشك وريبة وضياع فكري وعقائدي "، مضيفا ان " الناس تبقى تكون في بعد عن العطف واللطف والنعم والتسديد الالهي ما دامت الامة على ما هي عليه ولم ترجع الى ما تركت ويبقى امرها في سفال حتى يرجعوا الى ماتركوا".

وألمح (دام ظله) الى الابواق التي تريد الاطاحة بالاصول على نهج التغرير والخداع ، لافتا انه " ليس لديه مشكلة مع الاخباريين ولكن انتفاء الاصول والقدح بالجانب الرجالي يعني كتب الروايات في هرج ومرج وحيص بيص وبالتالي فان المخادع يأخذ الروايات التي تلائم فكره ومعتقده المنحرف" .
ووَرَّى سماحته في ذكر ان محمد بن الفرات يدّعي انه باب فإن المرجعية الانتهازية اصلها وجذورها من الباب ويريد ان يأخذ بالناس الى البابية 
واستدرك (دام ظله) ان الكلام في عيسى بن موسى يجري في ابراهيم بن شَكْلة قاتِل محمد بن الفرات مؤكدا ان نفس الدليل الافتراضي يجري على فرض ان المختار هو من قتل ابن فرات فيكون على خير وصلاح وايمان حسب فرض السيد السيستاني (دام ظله) وطرح (دام ظله) تساؤلا :- هل سيصمد هذا الدليل الافتراضي للسيد السيستاني ام لا ؟
ورفض (دام ظله الوارف) ان هناك من يرفض اتهام الهاشمي كجعفر الكذاب ويطمطموا له لافتا ان ابراهيم بن شَكْله ايضا هاشميا لأن بني العباسي هم ايضا هاشميون، واستفهم (دام ظله): كيف ان الشيوعية، التي ترتمي باحضان الامريكان، تاركين الشرق وروسيا؟ واعتبر ذلك من سخريات القدر وانتقد (دام ظله) خروج الشيوعية لتأييد المرجعية وخروجهم ضد اماكن الرذيلة في بغداد واغلاق صحيفة او مجلة او فضائية واضاف متسائلا ما هي علاقة الشيوعية مع الرأسمالية؟ واومأ (دام ظله) الى استغلال اسم المرجعية في حيثيتين مرة من خلال التأييد ومرة يقال ان المرجع لا يؤيد فلان فلا تنتخبوه مضيفا عندما تُسقِّط الاخرين باسم المرجعية فهذا يعني تميل بالنار الى قرصك.
واردف (دام ظله) في التحدث عن الدليل الافتراضي بعد ان بيّن ابراهيم بن شِكْله وفسقه وحبه للطرب والغناء والفجور فيُبدل ابن شَكْله العباسي بدلا من المختار الثقفي فينتج ان ابراهيم العباسي المغني المطرب مؤمن مخلص صادقا يستحق المدح والثناء والترحم لأنه قتل ابن الفرات واذاقه حر الحديد، مضيفا "كما ان الله تعالى استجاب دعاء الامام السجاد عليه السلام بخصوص حرملة بأن يذيقه حر الحديد فاذاقه على يد المختار كذلك استجاب الله تعالى دعاء الامام الرضا عليه السلام بخصوص ابن الفرات وان يذيقه حر الحديد فأذاقه ذلك على يد ابن شكلة فيكون لابن شكلة ما للمختار حسب الدليل الافتراضي للسيد السيستاني وهو دليل السيد الخوئي ودليل ابن نما الحلي" واضاف سماحته "لتعميق دليل وبرهان السيد السيستاني الافتراضي فيقال ان ابن شكلة اولى بالاستحقاق من المختار الثقفي حيث ابن شكله سيد هاشمي بينما المختار عامي ثقفي"
واستغرب (دام ظله) كيف ان السيد السيستاني توصل الى هذه النتيجة المرفوضة والغريبة؟ وتبرع سماحته (دام ظله) مبررا ذلك ان مقدمات التي اعتمدها السيد السيستاني في استدلاله وهي غير تامة وباطلة.
واسترسل (دام ظله) محاضرته في عنوان (الكذب بما يسقط صدقهم ويشوه صورتهم)، مؤكدا ان كذب الضالين يسقط صدق المعصومين بسبب كذب اولئك الكذابين وعاجزي الرأي، وذكر رواية التي يحكي بها ابو عمر الكشي عن يحيى بن عبد الحميد الحمامي في كتابه المؤلف في اثبات امامة امير المؤمنين (عليه السلام) [ قلت لشريك ان اقواما يزعمون ان جعفر بن محمد ضعيف في الحديث ]، منتقدا سماحته ما ينقله غلاة الشيعة ان الامام الصادق (عليه السلام) ضعيف الحديث بينما 4000 شخص ينقلون عن الامام الصادق (عليه السلام) .
وألحقَ (دام ظله)" نتيقن ان الكذب لا يقتصر على الروايات ونقلها وتدليسها واختلاقها بل يشمل قول او فعل او موقف يخلط الامور على الناس فتتشوه صورة المعصوم " وأوعز (دام ظله)" الكذب على الأئمة لا يقتصر فقط على الغلاة، فمسيلمة الكذاب ضمن من كذب على النبي المصطفى صلى الله عليه وآله".

وتأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الاسلامي التي يلقيها سماحة المرجع السيد الصرخي الحسني (دام ظله) في برانيه بكربلاء المقدسة عصر كل خميس من كل اسبوع وتشهد المحاضرة حضورا جماهيريا واسعا من مختلف محافظات البلاد والمستويات الاكاديمية والفئات العمرية. /انتهى.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق