المحاضرة الأصولية العاشرة للسيد الصرخي الحسني (دام ظله): الفرق بين البرهان الإني واللمي وبيان حقيقة الاستعمال
بين سماحة المحقق الكبير المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله المبارك)، خلال محاضرته الاصولية العاشرة ضمن سلسة البحوث الاصولية والتي القاها صبيحة يوم الجمعة الموافق 2 رجب الاصب 1435هـ ،
الفرق بين البرهان الاني واللمي وعلاقتهما في موضوع البحث كون السيد
الاستاذ محمد باقر الصدر (قدس سره) قد اشار لهذه القضية عند ذكره للتبادر
باعتباره علامة الوضع فهو يكشف عن الوضع كشفاَ انياَ اي كشف المعلول عن
علته، وقال سماحته: "وهنا تحتاج القضية الى تفصيل وتحليل ومعرفة البرهان الاني واللمي والفرق بينهما
ففي البرهان
الاني نعلم بالمعلول فنستدل على العلة واما البرهان اللمي نعلم بالعلة
فننتقل الى المعلول اي نستدل على المعلول عن طريق العلة
في البرهان اللمي يكون الحد الاوسط هو علة لثبوت الحكم الاكبر للحد الاصغر" وواصل سماحتهِ (دام ظله) التفصيل:
"وقلنا دائما
الحدود (الاكبر الاصغر الاوسط) تكون معلومة في المقدمات منها نحصل على
نتيجة فالعلاقة بين الحد الاوسط والنتيجة فاما يكون الحد الاوسط علة
للنتيجة فيكون هو علة فنحصل على النتيجة او يكون معلولا فاذا كان علة
للنتيجة فهو معلوم فيكون مقدمة للنتيجة فعلمنا بالعلة
واذا قضية معاكسة يكون الحد الاوسط هو المعلول فنعلم بالمعلول فنحصل على العلة اذا في البرهان
نرجع نكرر العلة هنا الحد الاوسط
علة علمت قبل المعلول فصار عندي علم بالعلة اولا بعدها صار عندي علم
بالمعلول فانتقال بالنتيجة اولا بالمعلومة اولا بعدها صار العلم بالعلة
وهذا هو البرهان اللمي وبرهنا ان النتيجة تكون علة والحد الاوسط علة
ومثال للتطبيق الخمر مسكر
وكل مسكر حرام
ماهو الحد الاوسط المشترك
هو المسكر فهنا النتيجة تكون الخمر حرام
اذن بواسطة الحد الاوسط حصلنا على نتيجة يقينية
الكبرى يقينية والصغرى يقينية ما هي النتيجة الخمر حرام فتقول هذه النتيجة يقينية الخمر حرام
فهنا نقول بلحاظ النتيجة نقول لما
الخمر حرام لما هذا الحكم بالنتيجة فما هو الجواب الجواب تذكر فيه الحد
الاوسط فعندما تقول لما حرم الخمر فتقول لعلة الاسكار لانه مسكر فالعلة هنا
هي الاسكار وهي معلومة مسبقا والنتيجة هي معلول
فالحد الاوسط علة للنتيجة معلوم مسبقا فمنه انكشفت النتيجة انكشف المعلول
وللتقريب يكون يسأل لما فيكون الجواب بسبب او بعلة كذا"
الخلاصة
"يكفي ان يقصد بالبرهان اللمي اننا
ننتقل بالمعلومة بالمعرفة بالانكشاف من العلة الى المعلول نعلم بوجود الشمس
فنعلم بالنهار او بالضياء نعلم بالحرارة فنعلم بالتمدد
واما بالإني ان يكون عكس اللمي ان
يكون الحد الاوسط معلولا للنتيجة هناك كان علة للنتيجة هنا معلولا للنتيجة
هنا حد اوسط وهناك حد اوسط ففي الحالتين عندي انكشاف هناك من العلة الى
المعلول هنا من المعلول الى العلة
فمثلا في الاني تعلم بوجود الضياء او النهار فمنه تستكشف بان الشمس طالعة فننتقل من المعلول الى العلة
فالحد الاوسط مرة يكون علة ومرة يكون معلولا ففي البرهان الاني ان يكون الحد الاوسط معلولا لثبوت الاكبر للاصغر لا علة له
ونفس مثال الخمر
فنقول الخمر حرام صغرى
الكبرى كل مسكر حرام
ما هو الحد الاوسط الحرام
فينتج الخمر مسكر
الان هل تستطيع نفس السؤال تقول لما الخمر مسكر فتقول لانه حرام لا يصح
فالجواب بالحد الاوسط صح بالبرهان اللمي وهنا لا يصح"
المتحصل:
مقارانات بين البرهان اللمي والبرهان الإني
اولا: في البرهان اللمي ان الحد الاوسط علة للنتيجة وان النتيجة معلولة للحد الاوسط.
اما في البرهان الاني فان الحد الاوسط معلول للنتيجة وان النتيجة علة للحد الاوسط.
(ايضا بعبارات مختلفة)
ثانيا: في البرهان اللمي فان العلة تكشف عن المعلول.
واما في البرهان الاني فان المعلول يكشف عن العلة.
ثالثا: بعبارة اخرى في البرهان اللمي فان السبب يكشف عن المسبب.
اما في الاني فان المسبب يكشف عن السبب.
رابعا: بعبارة اخرى في البرهان اللمي فان المؤثر يكشف عن الاثر وفي الاني فان الأثر يكشف عن المؤثر.
خامسا: ما ذكرناه من عبارات من
توضيح وهنا نسجل ان البرهان اللمي يفيد وجود الحكم او الشيء عندنا علة تكشف
عن معلول العلة ثابتة فمعناه يكشف لي على الحكم ففي البرهان اللمي نحصل
على الحكم وعلى علة الحكم اما في البرهان الاني فهو يفيد وجود الحكم او
الشيء دون بيان علة وجودة يعني علة وجوده غير موجوده في البيان لا ينظر الى
وجود العلة وهذه العبارات الاخيرة هي الادق في البحوث المنطقية والاصولية
ففي اللمي بيان الشيء مع علته هذا من اين انتزعناه من الحدود من السؤال لما
هذا يحصل اما في الاني لا يصح الجواب اذن عند السؤال عن الحكم في النتيجة
في اللمي ياتي الجواب لعلة كذا اما في الاني لا يصح لان الحد الاوسط ليس
علة في النتيجة.
ونذكّر عندما نقول لا تثبت عندنا العلة غير عدم وجودها فعدم ثبوت العلة لا يعني العلة غير موجودة.
عنوان الاستعمال، ما هو الاستعمال؟
الان وضع واقتران اكيد واضع وضع هذا
الفظ لهذا المعنى صار اقتران اكيد بين صورة اللفظ والمعنى الان لماذا هذا
الوضع لماذا وضع اللفظ للمعنى؟ يأتي الجواب حتى نستعمل هذه في حوارتنا
فنستعين بالالفاظ للاتيان بالمعاني للتفاهم بين الناس.
اذن ماهو الاستعمال؟ هو استعمال الالفاظ في المعاني.
المستعمِل هو الشخص والمستعمَل هو اللفظ والمستعمَل فيه هو المعنى.
وإرادة الشخص المستعمِل اخطار المعنى اي صورة المعنى في ذهن السامع هذه الارادة الاستعمالية.
عنوان آخر: اللحاظ آلي ومرآتي
ويقسم اللحاظ الى:
اولا: استقلالي
ثانيا: آلي مرآتي آلي أو مرآتي
ومثاله النظر الى المرآة فانت حين تنظر الى المرآة لا تلتفت الى المرآة بل تنتبه وتهتم بهيئتك بوجهك تصفف شعرك.
او عندما اقول اجلب كتاب فبالدقة
والتحليل وجود اللفظ هذه (كاف تاء الف باء) موجوة عندك لفظك (كتاب) لكنك لا
تلتفت فانت عندك صورة للفظ وعندك صورة للمعنى فهذا اللحاظ لصورة اللفظ
لحاظ آلي لحاظ مرآتي
واللفظ يكون مندكا وفانيا في المعنى.
كما ذكر سماحته (دام ظله) ان الكلام هنا لاعلاقة له باللغة العربية فالمهم المعنى وهذا الكلام عام لكافة البشرية والافهام والحوار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق