الجمعة، 16 مايو 2014

المحاضرة الاصولية الحادية عشرة لسيد المحققين الصرخي الحسني : الحقيقة والمجاز في الاستعمال التّعيني والتعييني في الوضع بين التلقائية والقصدية

المحاضرة الاصولية الحادية عشرة لسيد المحققين الصرخي الحسني

الحقيقة والمجاز في الاستعمال التّعيني والتعييني في الوضع بين التلقائية والقصدية


قّسم سيد المحققين المرجع الديني السيد الصرخي الحسني "دام ظله " خلال محاضرته الحادية عشر ضمن سلسلة البحوث الاصولية التي ألقاها صبيحة يوم الجمعة الموافق التاسع من رجب 1435 هـ ـ الإستعمال اللفظي إلى حقيقي ومجازي معرفاً المعنى الحقيقي إستعمال اللفظ في المعنى الموضوع له الذي قامت بينه وبين اللفظ علاقة لغوية بسبب الوضع معللاً استدعاء الذهن لصورة يستلزم الصورة الثانية وأيضاً صورة ملازمة للصورة الثانية لكن بدرجة أقل ، مضيفاً أن إنصراف الذهن وفق قانون التفاهم والمحاورة بين الناس والبشر مثلاً أن البحر يدل على الماء الغزير لأن كلمة البحر وفق القوانين اللغوية تدل على البحر أما إذا أردت البحر بعالم فلابد من قرينة للدلالة على المعنى المجازي ، مشيراً إلى اللفظ بنفسه يدل على المعنى الذي إقترن به أما المجازي فيحتاج إلى قرينة تصرف دلالة اللفظ إلى المعنى المجازي ، واللفظ في الاستعمال المجازي إستعمال اللفظ في معنىً آخر لم يوضع له ، ولكنّه يشابه ببعض الإعتبارات المعنى الذي وضع اللفظ له .
وتابع السيد الصرخي شرحه للإستعمال التعيني الذي هو تعين من ذاته في مرحلة الإستعمال ذاكراً اياه بأنه 1- إذا كثر إستعمال اللفظ في المعنى المجازي في قرينة 2- تكرر ذلك بكثرة 3- قامت بين اللفظ والمعنى المجازي علاقة جديدة 4- خرج عن المجاز إلى الحقيقة أي أنه تحول إلى حقيقة بعامل كمي .
وعلق السيد المرجع " يرجع الى حد ما الى الاقتران التلقائي من حيث أن اللفظ اقترن بالمعنى المجازي مرات كثيرة لكن المستعمل لم يلتفت لكن الوضع أدى إلى علاقة لغوية جديدة فتحول من معنى مجازي إلى معنى حقيقي وهذا التحول حصل بصورة تلقائية غير مقصودة ولكن هنا يمكن القول أن نفس المستعمل إذا استعمل اللفظ في المجازي مراراً كثيرة وكان قاصداً فهذا يرجع إلى الإقتران القصدي .
وفي ذات السياق شرح سماحته الوضع التعييني أي يوجد قاصد وفاعل من يعين بينما تسمّى عملية الوضع المتصوّر من الواضع بالوضع التعييني أي ما يحصل في حالة الوضع هو وضع تعييني وتابع سماحته يمكن القول أن نفس المستعمل إذا استعمل اللفظ في المجازي كأن يكون على نحو الغلط ولكنه صور موضوع له على نحو الحقيقة فهذا يرجع إلى التلقائي غير المقصود .
وقال السيد الصرخي في تفسير العلاقة اللغوية إننا عرفنا أنّ العلاقة اللغوية تنشأ من اقتران اللفظ بالمعنى مراراً عديدة ، أو في ظرفٍ مؤثّر (اخذ العامل الكمي)، فإذا إستعمل اللفظ في معنىً مجازيٍّ مراراً كثيرةً إقترن تصوّر اللفظ بتصوّر ذلك المعنى المجازيِّ في ذهن السامع إقتراناً متكرّراً ، وأدّى هذا الاقتران المتكرِّر إلى قيام العلاقة اللغوية بينهما.
وواصل السيد الصرخي قراءة المتن وتطبيق العبارة مورداً بعض التعليقات والتوجيهات لعبارة المعلم الاستاذ محمد باقر الصدر قدس سره بقوله " عندما يستعمل المستعمل الاستعمال المجازي وكان قاصداً أن يجعل هذا على نحو الحقيقة إنتقل عمله من مستعمل إلى واضع فالعامل الكيفي والوضع التعييني خارج تخصصاً هنا بل العامل الكمي التلقائي وكذلك العامل الكمي المقصود يخرج يبقى فقط وهو العامل الكمي التلقائي "
ولفت سماحته إلى المعاني الإسمية والحرفية مشيداً بطرح السيد محمد باقر الصدر الذي عدّه من أروع ما طرح معرّفاً
الأسماء تدلّ على معانٍ نفهمها من تلك الأسماء ، سواء سمعنا الاسم مجرّداً بمفردها مستقلة أو في ضمن كلام.
الحرف فلا يتحصّل له معنىً إلاّ إذا سمعناه ضمن كلام. ومدلول الحرف دائماً هو الربط بين المعاني الاسمية على اختلاف أنحائه ، فالحرف يشكل هيئة وربط الا ضمن الكلام او الجملة وهو الطرف يربط بطرف آخر وإذا لا يوجد شيء فلا كلام في النسبة مشيرا الى ان البحث له علاقة بالبحوث الالهية والموجودات .
مرجئاً شرح المعاني الإسمية والحرفية إلى المحاضرة اللاحقة بصورة أعمق وأدق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق